Abeer

(واللّاتي تَخَافون نُشُوزَهنّ فَعِظُوهنّ وَاهْجُروهُنّ في المَضَاجَعِ وَاضْرِبُوهُنّ فَإن أطَعنكم فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنّ سَبِيلًا)

من أهم مقاصد الشريعة الحفاظ على البيت المسلم ومن ثَمّ الحفاظ على علاقة الأسرة (الزوج بزوجته)
لذا واجبٌ علينا اعتقادًا أن نفهم من الآية أولًا أنها جاءت حتى تجمع بين نسيج الأسرة لا لتفرق بينهم،
وحتى يعالج الرجل زوجته لما بها من عصيان ولا يتركها ،
فينتج عن ذلك هدم للأسرة كلّها .

ثم أن الآية ليست موجّهة لعموم النساء بل لنوع معين منهن، وهي المرأة الناشز التى لديها سُوء في الخُلق والأدب فاقدة لإحترام الزوج تتطاول عليه بالسب والقذف وربما يصل احيانًا إلى ما هو أدهى من ذلك.

والضرب المشار إليه في الآية إنما هو اضطرارًا بعد مراعاة الزوج للترتيب المذكور بالآية ،
أولًا عليه أن ينصح ويتحدث ويصبر عليها في النصيحة فإن لم تعود لصوابها يهجر في الفراش فإن لم تستمع له وتُطيعه في المعروف هنا في هذه الحالة يلجأ للضرب الغير مبرّح وهو الضرب الرمزي المقصود به الإصلاح لا الإيذاء ولا يصفع الوجه لأنه بذلك يكون لطمًا لا ضربًا.
وكأنها تذكرة بحق زوجها عليها حتى تفيء إلي أمر الله فإن فاءت وأطاعت كما هو مذكور في سياق الآية فلا تبغوا عليهن سبيلا أي لا تتجنّ عليها في القول والفعل جسديًا أو نفسيًا.

مع العلم أن المرأة التي لا يُصلحها الضرب الرمزي لا يُصلحها الضرب القاسي لأن ذلك مخالف لفطرتها كونها امرأة، فإن لجأت أيها الزوج لهذا النوع من الضرب فاعلم إذًا أنك مذنبٌ في حقها ظالمًا لها،

وربما يدور في ذهن القارئ لما لا ننصح الرجل في الأصل أن يذهب للقاضي (المحكمة) حتى يشكو زوجته؟
بطبع لا لأن ذلك يُعد فضحية لها ومعايرة بما بها والأولى سترها حتى لا تُعرف بين الناس بأنها شتمت زوجها واهانته
فهذه معرّة سوف تُلصق بها ولأولادها وزوجها وأهلها
ولربما لا تستطيع العيش بعد ذلك بشكل سوي لكثرة اللّوم والعتاب ونظرة المجتمع لها،
لذا وجب على الرجل أن يقوم هو بإصلاحها لأنه احقّ الناس بها وبسترها.

أيتها المرأة المسلمة اعلمي وأخبري من خلفك من النساء أن طاعة الزوجة في المعروف لزوجها وطلب مرضاته
إنما هو في الأصل دين تتقربون به إلى ربكم وتمتثلون به لهدي نبيكم وأيضًا اكتمالًا لحقيقة الأنوثة التى قد أودعها الله بكم،
فحَقُكِ على الزوج مصونٌ في الإسلام وشرعته ،فكم أوصى القرآن بكِ وكذلك السنة المطّهرة
وكما ذُكر في الحديث لمّا سئُل النبي عن حق الزوجة على زوجها
قال (أن تُطعمها إذا طعمت، وأن تكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت)
في البيت فقط وهذا لسترتكم أمام الناس حتى لا يظهر أنكما متخاصمين
أيها الزوج _أيتها الزوجة ..كما أن الشريعة حافظت على الوُد والحب الذي بينكم فلا تُضيعوه أنتم..